مرة أخرى تعرض الريف لأحدى الهجمات التحريفية الفاشلة على تاريخه البطولي المجيد، الذي رسم معالمه أبطال أشاوس من طينة الشريف محمد أمزيان و الأمير عبد الكريم الخطابي، و ذلك حينما شهد يوم السبت 27 يونيو الماضي، الافتتاح الرسمي لمتحف المارشال محمد أمزيان ببلدية بني أنصار، و الذي عرف في افتتاحه مشاركة وفود رسمية، معيتها ممثلون عن الحكومة المغربية و بعض المحسوبين على أحزاب اليمين و اليسار الحكومي، إلى جانبهم عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية و بعض الشخصيات ذات النفوذ المالي ، كما حضر إلى جانبهم عن الطرف الرسمي الإسباني مسؤولون من مراتب عليا منهم السفير الإسباني المعتمد بالرباط لويس بلاناس(Luis planas) والجنرال رافاييل باربودو(Rafael Barbudo) الرجل الثاني في الجيش الإسباني والجنرال فيسنتي دياز دي بييكاس(vicente Diaz de villegas) القائد العسكري العام لمدينة مليلية الذي حضر بزيه العسكري الرسمي.و إيمانا منا بوجوب الكشف عن الحقيقة كاملة، من غير تحريف ، فإننا في جمعية الريف لحقوق الإنسان نبين للرأي العام المحلي و الوطني والدولي الحقائق الدامغة الآتية:
1- أن هذا المارشال قد سبق له و أن شارك مع الجانب الإسباني في معركة أنوال ضد الريفيين بقيادة ابن عبد الكريم الخطابي سنة 1921.
2- شارك إلى جانب الدكتاتور فرانكو في الانقلاب على الجمهورية الإسبانية سنة 1936 ضدا على الشرعية الديمقراطية الشعبية للجمهورية ...و قاد في نفس الفترة حملات عسكرية قمعية ضد المعارضين تميزت ببشاعتها، كان أبرزها الهجوم الذي قاده المارشال على بلدة نافال كارنيرو (Naval Carnero) في مدريد حيث دوهمت المنازل و اغتصبت النساء و قتل الأبرياء من الأطفال و الكهول ..
3- شارك المارشال سنة 1959 ـ بعد تبوئه للمسؤولية بالجيش المغربي ـ في الحملة القمعية التي باشرها المخزن المغربي ضد انتفاضة الريف مرتكبا في ذلك أفضع الجرائم الإنسانية.
و من ثم فإننا نعلن، ما يلي:
1- رفضنا القاطع لسياسة الدولة المتسمة بالكيل بمكيالين حيال تاريخ منطقتنا و رموزها ، ففي الوقت الذي تلقى فيه مثل خطوة خلق متحف مارشال أمزيال بالريف كل الدعم الرسمي...فإنه و في الآن نفسه لا يتم إيلاء الاهتمام الواجب لكل من المجاهدين العظيمين الشريف محمد أمزيان و الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي. حيث في اليوم نفسه كان هناك نشاط لمؤسسة محمد ابن عبد الكريم الخطابي بحضور نجله سعيد ابن عبد الكريم الخطابي الذي يرأس مجلسها الإداري، حيث قاطع هذا النشاط جل المسؤولين المغاربة حزبيين و حكوميين ، يسارا و يمينا ، حيث كانوا في نفس اليوم متواجدين سندا للمارشال أمزيان، فيما ماتزال و منذ سنة 1996 مؤسسة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي التي يرأسها الدكتور عمر الخطابي ابن عم الأمير عبد الكريم الخطابي ممنوعة من حقها القانوني في الترخيص.
2- اعتبارنا أن خلق متحف باسم هذا المارشال ما هو إلا استفزاز لمشاعر أهل الريف و تحريف لتاريخ المنطقة الحديث الذي شيد صرحه العظيم تباعا أبطال من طينة مجاهدي المقاومة الريفية بزعامة كل من الشريف محمد أمزيان و الأمير ابن عبد الكريم الخطابي و رفاقهما الذين همشتهم السياسة الرسمية و غيبت حضورهم من سجلات التاريخ الوطني .
3- مطالبتنا الجهات المسؤولة بالمغرب بالإعلان الرسمي عن موقف صريح إزاء الحضور الرسمي للمسؤول الأول عن الجيش الإسباني في مدينة مليلية ، مما قد يفسر بأنه اعتراف ضمني بأسبنة هذه المدينة.
4- إدانتنا لكافة الحاضرين في تدشين هذا المتحف من الفعاليات الجمعوية و السياسية.
5- مطالبتنا بترميم مركز قيادة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بأجدير.
6- مطالبتنا بإحداث متحف المجاهد الشريف محمد أمزيان بالناظور، لحفظ ذاكرة أبناء الريف.
7- نطالب الدولة الإسبانية بجبر الضرر الجماعي للريف من جراء استعمال الغازات السامة ضده، بدل الارتكان إلى تحريف تاريخه.
8- نطالب الدولتين المغربية و الإسبانية بالالتفات إلى ضحايا الحرب الأهلية الإسبانية و عائلاتهم.
الناظور في 11 / 06 /2006