اعتبرت جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بوليساريو اليوم أن تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشأن الصحراء الغربية خطيرة.
وأوضحت البوليساريو في بيان أن تصريحات ساركوزي "خطيرة لأنها تتجاهل كافة قرارات الأمم المتحدة التي تعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واستقلاله، وتشكل تشجيعا على التعنت وانحيازا لموقف المحتل المغربي".
كما اعتبرت تلك التصريحات "غير مناسبة لأنها تأتي في وقت تمر فيه المفاوضات بين البوليساريو والمغرب بمرحلة تدعو أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى لعب دور إيجابي".
وكان ساركوزي وصف في خطاب ألقاه الثلاثاء أمام البرلمان المغربي خطة الحكم الذاتي التي عرضها الرباط بشأن الصحراءالغربية"جدية وذات مصداقية" معربا في الوقت نفسه عن أمله في نجاح هذه الخطة بسيادة مغربية.
سياسة متقادمة
وقالت البوليساريو إن "الرئيس الفرنسي الجديد يثابر ويواصل متجاهلا الشرعية الدولية، سياسة متقادمة في تناقض واضح مع تصريحات النوايا بشأن اتحاد المغرب العربي والمتوسطي ومن شأنها أن تضر بمصالح فرنسا الإستراتيجية ذاتها".
وأضافت أن "ذلك الانحياز لسياسة المحتل المغربي منذ 1975 هو الذي أحبط كافة المساعي التي يبذلها المجتمع الدولي لتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية".
وتزامنت هذه التفاعلات مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المملكة والبوليساريو لإجراء "مفاوضات حقيقية" حول مستقبل الصحراء الغربية.
وأعرب بان -في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن نشر أمس- عن أسفه "لعدم التمكن من الاتفاق على موعد يوافق عليه الطرفان على استئناف المفاوضات" بعد جولتين من المحادثات المباشرة تحت إشراف الأمم المتحدة في يونيو/حزيران وأغسطس/آب الماضيين.
وأجرى المغرب والبوليساريو مؤخرا جولتين من المفاوضات بشأن مستقبل الصحراء الغربية بعد ركود عشرة أعوام.
وتتمسك الرباط بأن مقترحها لمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية هو الحل الواقعي الوحيد للنزاع، فيما تتشبث البوليساريو بمطلب حق تقرير المصير بإجراء استفتاء لسكان الإقليم بشأن خيارات الحكم الذاتي أو الاندماج أو الاستقلال عن المملكة.
وبدأ النزاع عام 1975 بعد خروج إسبانيا من الصحراء الغربية, ليضم المغرب الإقليم في إطار ما عرف بالمسيرة الخضراء. في غضون ذلك بدأت البوليساريو القتال من أجل استقلال الإقليم.