القناة الأمازيغية تستعد لـ «الإنطلاق»

بعدما تأكد رسميا خلال الأشهر الماضية عن نية القطب العمومي وكذا الجهات الرسمية في الإستجابة لواحد من مطالب النشطاء الأمازيغيين، والمتمثل في اعطاء تمثيلية أكبر للناطقين بالأمازيغية، بدأت اللجن المشتركة بين كل من وزارة الإتصال والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في التحضير الجدي للقناة الأمازيغية والتي من المتوقع أن ترى النور في غضون الأشهر المقبلة. عرفت عملية التحضير لإطلاق القناة التلفزية الأمازيغية وتيرة متسارعة خلال الأسابيع الماضية من خلال الإجتماعات المكثفة التي عقدتها الأطراف الثلاثة المسؤولة عن المشروع وهي وزارة الإتصال والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وتيرة الإجتماعات هذه وصلت في بعض الأحيان لثلاثة اجتماعات في الأسبوع للجنة التحضيرية للقناة .وهذا مايعني أن هذا التحضير للقناة تحضير جدي. وقد أجمعت الأطراف الثلاثة على مبدأ ضرورة إحداث القناة وأن الوقت قد حان للإستجابة لانتظارات المواطنين خاصة الناطقين بالأمازيغية. وعن ملامح القناة فقد ذكر مصدر مسؤول أن هذه القناة الأمازيغية ستكون قناة عامة ستتناول مختلف القضايا وستشمل موادا إخبارية وبرامج وثائقية وحوارية وبرامج أطفال وبرامج موسيقية وترفيهية ومسلسلات وأشرطة سينمائية. كما أن هذا المولود الجديد الذي سينضاف لقنوات القطب العمومي سيتمتع باستقلالية على مستوى الموارد البشرية والتقنية وكذا التسيير، وستكون انطلاقتها بوتيرة ست ساعات في البداية على أن يمدد البث فيما بعد. وأوضح المصدر أن جدول أعمال الهيئة المكلفة بإعداد ملف القناة مازال بصدد تحديد المبادئ العامة للقناة وذلك لرسم، المعالم الكبرى للقناة الأمازيغية التي يراد لها أن تنطلق على أحسن وجه وأن تستجيب هذه الإنطلاقة لانتظارات الجمهور المغربي الناطق بالأمازيغية سواء في داخل المغرب أوخارجه. وفي هذا الإطار أبرز المصدر أن القناة الأمازيغية التي ينشدها الجميع يجب أن تكون قناة قرب تلامس الواقع اليومي للمواطن المغربي وهي بذلك يجب أن تكون مرآة عاكسة لما يهم في المجتمع المغربي عامة والأمازيغي خاصة. إلى ذلك فعلى القناة تفادي السقوط في النمطية والفلكلرة التي تكرسها العديد من شركات الإنتاج التي تعمل في الحقل الأمازيغي والتي تنتج مجموعة من البرامج عن الأمازيغية للقناتين. هذه الشركات، يضيف المسؤول، تقدم موادا ضعيفة لا ترقى للجودة المطلوبة وذلك لسقوطها في المعالجة الإتنوغرافية للثقافة والهوية الأمازيغية. ويرى المسؤول أن على شركات الإنتاج ،التي يكون أصحابها غالبا مدفوعين بهاجس الربح المادي أكثر من انتمائهم للأمازيغية كهوية وكروح، يحب على شركات الإنتاج الاجتهاد أكثر وذلك من خلال التنسيق مع المسؤولين وذوي الخبرات العلمية والأكاديمية في الميدان الأمازيغي وذلك حتى تتمكن من تقديم صورة حقيقية لبرامج فعلا تلفزية تحقق المبتغى من ورائها بدل تقديم مواد عبارة عن ترويج للأمازيغية وللإنسان الأمازيغي وللمناطق الأمازيغية كبطاقات بريدية على شاكلة ما يستقبل به السائح الأجنبي لدى حلوله بالمغرب. برامج تعتمد البعد المهني والتقني الإحترافي الذي يعبر حقا عن الروح والتوجه الجديد في اعطاء دينامية ونفس جديد للمنتوج التلفزي المغربي. أما عن موعد الإنطلاق فقد أبرز المصدر أنه مازال لم يحدد وهو رهين بتحديد اجراءات العمل الأولية، رغم أن جميع المتدخلين يشددون على أن تكون الإنطلاقة في أسرع وقت ممكن، مع التركيز على الإنطلاقة الموفقة والصحيحة وذلك لتفادي ما يمكن أن يعرقلها في المستقبل، وأيضا لتفادي هفوات بعض القنوات التي تنتمي لنفس القطب العمومي والتي لم تحقق ما كان مرجوا منها من حيث مضمون برامجها والتي تلقى اهتماما ومتابعة ضعيفة من قبل المشاهد المغربي. من جانبه نفى المصدر أن تكون اللجن المشتركة قد حسمت في مسألة تسيير وتدبير شؤون القناة الأمازيغية-بعد أن تم تداول مجموعة من الأسماء التي يمكن أن تسند لها مهمة ذلك- وأضاف أن هذه النقطة لا تشكل أولوية بالنسبة للمتدخلين وأن هذا الأمر سابق لأوانه في ظل طغيان هاجس وضع الأسس المتينة التي تسير في اتجاه الخروج بمشروع مغربي أمازيغي صرف يكرس الإنفتاح الذي عرفه المجال السمعي البصري المغربي خلال الآونة الأخيرة. هذه الأسس التي فتحها المسؤولون تتمثل في أوراش كبيرة على مستوى الإنتاج والتوظيف والتكوين الجيد والفعال للطاقات التي ستتولى النهوض بهذا المشروع الذي يراد له أن يحقق ذاته محليا وجهويا في ظل المنافسة الشرسة التي تسود هذا المجال الحيوي الكبير.