ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نسيهديه و نعود بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له
و أشهد أن لا اله الا الله و محمد رسول الله
بعثت زينب ابنة النبي تفتدي زوجها أبا العاص ابن الربيع وكان فيما بعثت قلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حيث بنى بها .فلما راها النبي رق لها رقة شديدة فقال ان رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها مالها فافعلوا.ثم انه اتفق فيما بينه وبين أبي العاص على أن يفارق زينب و قد فرق الاسلام بينه و بينها .وبعث محمد زيد ابن حارثة و صاحبا معه فجاء بها الى المدينة ،على أن أبا العاص ما لبث مدة اساره أن خرج الى الشام في مال قريش ،حتى اذا كان على مقربة من المدينة لقيته سرية لمحمد فأصابوا ما معه.فانحدر تحت الليل الى أن دخل على زينب و استجارها فأجارته ،ورد المسلمون على الرجل ماله فانطلق به امنا الى مكة فلما رده لأصحابه من قريش قال:يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال يأخذه ؟قالوا : لا جزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما قال:اني اشهد أن لا اله الا الله و أن محمد عبده و رسوله والله ما منعني من الاسلام عنده الا مخافة أن تظنوا أني انما أردت أن اكل أموالكم،فلما أداها الله لكم و فرغت منها أسلمت.وعاد الى المدينة ورد النبي عليه زينب .واستمرت قريش تفتدي أسراها .وكان الفداء يومئذأربعة الاف د رهم للرجل الى ألف .الا من لاشيء عنده فقد من عليه محمد بحريته.
ما أعظمك من نبي صلى الله عليك يا خير البشر و يا رحمة للعالمين.أرأيتم رحمته ألا يستحق أن ننشر سنته و نقتدي به في كل أفعاله .
اذا فلنشد الهمة ونثابر من أجل هذا الدين العظيم الذي يستحق منا الجهد و العناء ألم يتعذب النبي صلى الله عليه و سلم لنشر هذا الدين فداك أبي و أمي يا رسول الله .
اخي و أختي فكر ولو لبرهة ماذا قدمت لهذا الدين .عندما تضع رأسك على الوسادة فكر و سترى أن رأسك لا يحمل هم هذا الدين و لا يبالي به كالزجاج الفارغة لا يحمل الا هواء الدنيا و نتنها الذي سيكون يوم القيامة حسرة و ندامة .فلنجعل قدوتنا النبي صلى الله عليه و سلم و هو خير قدوة كان يقول لأمنا خديجة وقد حن قلبها له و من الهم الذي يحمله لهذا الدين قالت بما معنى الحديث أن ينام و يرتاح فقال لها عليه أفضل الصلاة والسلام "لقد مضى زمن النوم يا خديجة ".
أرأيتم ما تحمله هذه العبارة من رحمة ومن هم يملأ قلبه و لا يدعه ينام رحمة تملأ العالم رأفة بحال النبي صلى الله عليه و سلم وهو يجاهد لاعلاء كلمة الدين عاليا و لا يبالي بما يصيبه .
ألا يحن قلبك للنبي صلى الله عليه و سلم ولا يألمك ألمه الذي تألمه من أجلك ومن أجلي ها هو تارة يرحم اليتيم و تارة يرحم الصغير و تارة يرحم الأسير وتارة لا بل تارات و مرات يرحم العالم بأسره و لا يتنى لهم النار برهم و فاجرهم، الكافر و المشرك، المنافق و المسلم. فهو رحمة شملت العالم كله الأعجمي و العربي .ألا يستحق منا أن نرحمه بعد موته وذلك بنشر سنته و احياء أمته من جديد بعد موته.
أسأل الله أن يصل هذا الكلام الى قلبك وتشعر بما أشعر به لأنني فعلا أتألم لما أراه .
وأسأل الله عز وجل أن يبارك في هذه الأمة ويرحمها بنشل بعض شبابها الذين سقطوا في وحل هذه الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة .
اللهم ارحمنا و لا تعذبنا
اللهم انصر هذا الدين وأعزه باحياء سنة سيد الأنبياء و الدين سيد المرسلين سيدنا محمد الرحمة للعالمين
اللهم اجمعنا به كما امنا به و لم نره
اللهم فرحه بنا وبثباتنا
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
لا تنسونا من صالح دعائكم